مقالات رمضانيَّة ثريَّة بقلم مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائرية

600 د.ج

المؤلف: جمع وإعداد: الفريق العلمي لمكتبة طالب العلم..

 

الناشر: مكتبة طالب العلم للنشر والتوزيع..

 

وصف الطبعة: معلومات الرسالة: ▪️مقاس 17×24 سم. ▪️234 صفحة. ▪️طباعة لونان (الأسود والأحمر)..

 

الوصف

✍️ مقدمة الناشر:

(إنَّ النَّاظر في عنوان هذه الرسالة النافعة ليرى بوضوحٍ وجلاء توسط كلمة (قَلَمٍ) للعنوان توسط القلادة للأعناق، وتدلِّيها تدلِّي الثمرة بين الأوراق، وتبسمها تبسم الثغر في الأشداق.

▪️فعن أيِّ قلم نتحدث! وأيِّ لسان نريد! وما هو المضمار الذي يتسابقان فيه! وما هو الهدف الذي يسعيان للوصول إليه!

▪️إنها أقلام سيَّالة، وألسنة للحق قوَّالة، وضمائر حية، وأفئدة بالإيمان ريَّة، تكلمتْ عن ركن ركين من الطاعات، وحصن حصين يحرز من الشهوات.

▪️إنها رحلة شاقة، ونزهة شيِّقة بين نسائمِ خيرٍ خافقة، وعيونِ نبعٍ دافقة، سافرنا فيها من مَفْرِقِ رأس الآثار إلى أخمص قدمي الجرائد نَتَفَيَّأُ ظلال رجال -نحسبهم كذلك والله حسيبهم- صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونَرفُلُ في أثواب استقلال ضحَّى بعضهم لنيله بكل ما لديه.

▪️إنها جولة عابرة، ونظرة خاطفة(١) في حدائق آثار مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين(٢)؛ قطفنا منها أزهارا زاهية، وثمارا يانعة على حين غفلة من أهلها، وفي ساعة رقدة من قومها، أُطبقت فيها الأجفان، وصُمَّت عندها الآذان، فاغتنمنا ذلك السكون العميق -وإن شئت فقل: العقيم- لاجتناء الثمار، وقضاء الأوطار.

▪️ثم ارتأينا أن نَعرض هذه الثمار على التجار في صورة تسر الناظرين، وصففناها على هيئة تُغري الشارين، فقسَّمنا هذا الجمع النافع، والانتقاء المفيد إلى ثلاثة محاور أساسية تتفرع عنها جملة من المقالات الأثرية الثَّرية؛ فكانت كالتالي:

1⃣ المحور الأول: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} [سورة البقرة:183].

▪️تطرقنا فيه لمعنى الصوم وحِكَمَه، وأثرِه في النفوس، وفائدته على السلوك، وكيفية علاجه لعلل القلوب، وأمراض الأرواح؛ فهو مستشفى زماني متعدد التخصصات، ومدرسةٌ مؤقتةٌ كثيرة الأهداف والتوجهات.

▪️فلما تقرر هذا خطونا أول خطوة فيه بذكر فضل الاتِّحاد والاتِّفاق عند دخول الشهر وخروجه، والذي يترتب عليه إظهار جمال الشعيرة، وإبراز معالم القوة، والعكس بالعكس؛ فإِنَّ الاختلاف في هذه العبادة يَنجَرُّ عليه الفشل والانهزام، والضعف والانقسام، وهو الأمر الذي سعت جمعية العلماء بكل ما أوتيت من قوة لاجتنابه، والبعد عن دواعيه وأسبابه، كما ستشاهده عيانا بعد حين، فترقبه بشوق وحنين.

2⃣ المحور الثاني: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ…١٨٥} [سورة البقرة:185].

▪️انتخبنا فيه مقدمات مشوِّقة، وتوطئات مشرقة لإمام في التفسير، وبحر في البيان، قال عنه نائبه في الجمعية، وصاحبه في الدعوة العلامة محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-: (وكان إماما فيه -أي في التفسير- دقيق الفهم لأسرار كتاب الله…) اهـ. إنّه العلامة المفسر عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- الذي تستحضر عند قرائتك لكلامه في التفسير ما ذكره الشيخ بكر أبو زيد في مقدمة تفسير السعدي -رحمه الله- لما قال:
(ويحضرني عند التنويه بتفسير هذا الشيخ الجواب البديع من العلامة المفسِّر الشيخ عبد الرحمن الدوسري المتوفى سنة ۱۳۹۹ هـ عندما سئل عن أهم شروط المفسر؟ فقال على البديهة: (أن تملأ قلبه الفرحة بالقرآن…).

▪️وأحسب أن الشيخ ابن سعدي ممن تحقق فيه هذا الأمر فتفجَّرت أنهار المعاني بين يديه) اهـ.

▪️وابن باديس ممن يدخل دخولا أوليا فيمن يتحقق فيه هذا الشرط في أعلى مقاماته؛ الأمر الذي ساقنا إلى المسارعة في نثر درره المكنونة، وجواهره المدفونة من مقالاته التفسيرية القيمة التي نشر بعضها في شهر رمضان -تقريبا- ككلامه على الذكر وأقسامه، والتذكير وأنواعه، وغيرها مما لم يكتبها في رمضان لكنَّ صلتها وثيقة فيما نحن بصدده؛ كتفسيره لآيات سورة الفرقان المتعلقة بالقرآن: مثل وصفه بأنه فرقان بين الحق والباطل، وقول الظالمين في كتاب الله الحكيم، ورد رب العالمين عليهم في قولهم أنه (إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون)، ونحو شكاية النبي ﷺ من هجران قومه لكتاب ربهم، ونظير تثبيت القلوب بالقرآن المنزل مفرقا ومنجما، وغيرها من الفوائد السَمِية، والمقامات العَلِية.

▪️وأما مسك الختام فهي خطبته التي احتفل بها وألقاها على الجموع الغفيرة التي أتت من كل فج عميق؛ ليشهدوا منافع لهم من درسه الأخير في تفسير كلام الله الذي دام ربع قرن من الزمان من أول يوم إلى منتهاه، ودام كذلك -بعد حذف الانقطاع- المدة التي أنزل الله فيها كتابه العظيم على نبيه الكريم إيذانا بعودة دولة القرآن، وسطوع شمسه من جديد.

3⃣ المحور الثالث: {…وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥} [سورة البقرة:185].

▪️فمن نعمة الله علينا أن هدانا وأهدانا، وأولانا وأعطانا من وفير الفضل، وكبير المنن، بإكمال عدة رمضان، وختام شهر الصيام، ما تنشرح له صدور الصادقين، وتُسر به قلوب المتقين، ليكبروا الله على الهداية، ويشكروه على إحسانه من البداية إلى النهاية).

——‐—————-
(١) لم نسعَ في هذا العمل للتتبع والتقصي لكل مقالات مشايخ جمعية العلماء، فقد قصدنا أن نأخذ من كل بستان زهرة، وحُسن الإشارة يغني عن كثير من العبارة.

(٢) قال العلامة ابن باديس في كلمته الختامية لتفسيره في الثناء على رفاق دربه من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

(ثم لإخواني العلماء الأفاضل الذين وازَرُوني في العمل من فجر النهضة إلى الآن، فمن حظ الجزائر السعيد، ومن مفاخرها التي تنيه بها على الأقطار أنه لم يجتمع في بلد من بلدان الإسلام فيما رأينا وسمعنا وقرأنا مجموعةٌ من العلماء -وافرة الحظ من العلم، مؤتلفة القصد والاتجاه، مخلصة النية، متينة العزائم، متحابة في الحق، مجتمعة القلوب على الإسلام والعربية قد ألف بينها العلم والعمل- مثل ما اجتمع للجزائر في علمائها الأبرار فهؤلاء؛ هم الذين ورى بهم زنادي، وتأثل بطارفهم تلادي، أطال الله أعمارهم، ورفع أقدارهم) اهـ [الإمام عبدالحميد ابن باديس حياته وآثاره (2/136) ].

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مقالات رمضانيَّة ثريَّة بقلم مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجزائرية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

0
سلة المشتريات
  • No products in the cart.