Description
- قال محقق الكتاب في المقدمة:
- «وقيل للحسن البصري -رحمه الله-: أخبرنا صفة أصحاب رسول الله. فبکی، وقال :
« ظهرت منهم علامات الخير في السيماء والهدي والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستفادتهم للحق في ما أحبوا وکرهوا، وإعطائهم الحق من أنفسهم. - ظمئت هواجرهم، ونحلت أجسامهم، واستخفوا بسخط المخلوقين في رضی الخالق، لم يفرطوا في غضب، ولم يحيفوا، ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر.
- بذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم، حنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم».
- وإذ ثبت أنهم «أكمل الناس عقلا، وأعدلهم قیاسا، وأصوبهم رأيا، وأسدهم کلاما، وأصځهم نظرا، وأهداهم استدلالا، وأقومهم جدلا، وأتمهم فراسة، وأصدقهم إلهاما، وأحدهم بصرا ومكاشفة، وأصوبهم سمعا ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجدا وذوقا»، فقد عظمت عناية العلماء وعلت هممهم في تدوين أخبارهم وسيرهم ومناقبهم، وذلك:
- لأنهم القدوة والأسوة، بما كانت قدوتهم نبيهم-صلى الله عليه وسلم-.
- ولأن تاريخهم السجلُ المسطورُ الذي فيه الانعكاس العملي للعقيدة النظرية التي تربوا عليها في ظلال القرآن وفي كنف النبي الأكرم-عليه
الصلاة والسلام-.
- ولأن سيرهم التجسيد الحي للشريعة.
- ولأن بيان أحوالهم الناطقة بعدالتهم يدفع شبه الطاعنين في الإسلام، فإن الطعن في الناقل طعن في المنقول، والقدح في المبلغ قدح في المبلغ.
- ومن هنا، وأخذا من هذا الملحظ؛ قال أبو زرعة الرازي -رحمه الله تعالى-: «وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرځ بهم أولى، وهم زنادقة».
- وهكذا كان الدفع عنهم دفعا عن الدين.
- لأن في بيان محاسنهم بيانا لمحاسن الإسلام، فجمال منهج ما يرشح من جمال تطبيقه، والشجرة الطيبة تثمر طيبا، وسمو الفكرة يسمو بحملتها فيغدو ملموسا مشخصا ظاهرا للعيان شهادة بعد غيب.
- ولئن توافرت همم، وبذلت جهود، وحبست طاقات على العناية بسير غيرهم ممن هم ليسوا لذلك بأهل، أو من هم دون صحابة رسول الله و بمراحل، فلا جرم تنافس في هذا المضمار عدد جم من العلماء؛ من المؤرخين والمحدثين وعلماء الرجال والجرح والتعديل.
- وكان ممن أدلى بدلوه وأجرى خيله في هذا المضمار الشيخ الإمام يوسف ابن عبد الهادي، فكان من أغزر من كتب في هذا الباب إنتاجا، حتى إنه أفرد كل صحابي من العشرة المبشرة -رضي الله عنهم- بتأليف خاص، فكان مما أورثنا في هذا المجال كتابنا هذا: «محض الشيد في مناقب سعید بن زید».
Reviews
There are no reviews yet.