كتاب فنون المنون في الوباء والطاعون

Description

مقدمة الشيخ المفيد عبد المجيد جمعة -حفظه الله-:

«الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهده أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

▪️أما بعد؛ فقد أصاب العالَم بَلاءٌ عَظيم، ونزل به وَبَاء وَخِيمٌ؛ أسموه: «فيروس كورونا»، أو «كوفيد-19»؛ فعمّ الداء، وعزَّ الدواء، وكثر الفناء، وحَارَ العقلاءُ، وخارَ الألبّاء، واعترف بالعجز عن مداواته حذّاقُ الأطباء؛ فإلى الله المشتكى من فساد الزمان، وفشوِّ الفسوق والعصيان؛ وقد تناول علماء الإسلام موضوع الوباء والطاعون، وصنّفوا فيه مصنّفات كثيرة في مختلف الأزمان؛ ولعل من أجمع هذه الكتب، وأنفعها: كتاب «فنون المنون في الوباء والطاعون» للشيخ، المفسِّر، المحدِّث، الفقيه، اللغوي، العلامة جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة القُرَشي العُمَرِي، الصالحي، المقدسي الأصل، الدمشقي المولد، المعروف بـ«ابن عبد الهادي»، والملقب بـ«ابن المِبْرَد» -بكسر الميم، أو بفتحها، وسكون الباء الموحّدة، وفتح الراء- الحنبلي، المتوفى سنة 909هـ. وهو كتابٌ كثير الفوائد، وَفِير الفرائد؛ غزير القلائد؛ لما تضمّنه من الآيات، والأحاديث المرفوعات، والآثار الموقوفات، والنكت البديعات؛ التي لا يكاد يُظفر بها فيما سواه من المصنّفات.

▪️فقد جمع بين الطب الشرعي، والطب المدني؛ وتعقب على الأطباء فيما خالفوا فيه الطب النبوي؛ في حقيقة الطاعون، وأسبابه ظهوره، وانتشاره.

▪️أما مصادره، فقد اعتمد عمن سبقه، ممن صنّف في الوباء والطاعون؛ وأكثر من النقل عن كتاب «الطواعين» لابن أبي الدنيا، و«بذل الماعون» لابن حجر.
وسلك في ترتيبه وتبويبه طريقة بديعة؛ فقسَّمه إلى عشرة أبواب، وَقسّم بعض هذه الأبواب إلى فصول…»اهـ