الوصف
- قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في مقدمة كتابه انتقاض الاعتراض: «أما بعد فإني شرعت في شرح (صحيح البخاري) في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بعد أن كنتُ خرَّجتُ ما فيه من الأحاديث المعلقة في كتاب سميته (تغليق التعليق)، وكمل في سنة أربع وثمانمائة في سفر ضخم، ووقف عليه أكابر شيوخي وشهدوا بأني لم أسبق إليه».
- قال الدكتور الخضير-عفا الله عنه-: «وله أيضا تغليق التعليق ذكر فيه تعاليق أحاديث الجامع المرفوعة وآثاره الموقوفة والمتابعات وما وصلها بأسانيده إلى الموضع المعلَّق وهو كتاب حافل عظيم في بابه لم يسبق إليه أحد فيما أعلم وقرَّض له عليه العلامة اللغوي المجد يعني الفيروزأبادي صاحب القاموس كما رأيته بخطه على نسخة بخط مؤلفه ولخصه في مقدمة الفتح فحذف».
- أمنية أحد الشعراء –نزيل تونس الخضراء- في الجنة حيث قال في إحدى مناشيره:
«من أمانيَّ في الجنَّة أن أجلسَ مع البخاري وابن حجر العسقلاني، وأقول للبخاري: بمَ تُجازي ابنَ حجر الذي برَّكَ بـ «فتح الباري» ووصلك بـ «تغليق التعليق» وقضى بهما دَينَك عند الأمة؟ ثم أستمع لبيان البخاري، وأنظر لبسماتِ ابن حجر!» اهـ.
📋 نبذة عن الكتاب:
- قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في مقدمة كتابه: «الْحَمد لله الَّذِي من تعلق بِأَسْبَاب طَاعَته فقد أسْند أمره إِلَى الْعَظِيم جَلَاله وَمن انْقَطع لأبواب خدمته متمسكا بنفحات كرمه قرب اتِّصَاله وَمن انتصب لرفع يَدَيْهِ جَازِمًا بِصِحَّة رجائه مَعَ انكسار نَفسه صلح حَاله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد الْمَشْهُور جماله الْمَعْلُوم كَمَاله وعَلى آل مُحَمَّد وَصَحبه الطيبين الطاهرين فصحبه خير صحب وَآله:
- أما بعد: فَإِن الِاشْتِغَال بِالْعلمِ خير عَاجل وثواب حَاصِل لَا سِيمَا علم الحَدِيث النَّبَوِيّ وَمَعْرِفَة صَحِيحَة من معلله وموصوله من مرسله وَلما كَانَ كتاب الْجَامِع الصَّحِيح الْمسند الْمُخْتَصر من أُمُور سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسننه وأيامه تأليف الإِمَام الأوحد عُمْدَة الْحفاظ تَاج الْفُقَهَاء أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم البُخَارِيّ رَحمَه الله وشكر سَعْيه قد اخْتصَّ بالمرتبة الْعليا وَوصف بِأَنَّهُ لَا يُوجد كتاب بعد كتاب الله مُصَنف أصح مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَذَلِكَ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من جمع الْأَصَح وَالصَّحِيح وَمَا قرن بأبوابه من الْفِقْه النافع الشَّاهِد لمؤلفه بالترجيح إِلَى مَا تميز بِهِ مُؤَلفه عَن غَيره بإتقان معرفَة التَّعْدِيل وَالتَّجْرِيح وَكنت مِمَّن من الله عز وَجل عَلَيْهِ بالاشتغال بِهَذَا الْعلم النافع فصرفت فِيهِ مُدَّة من الْعُمر الَّذِي لولاه لَقلت البضائع وتأملت مَا يحْتَاج إِلَيْهِ طَالب الْعلم من شرح هَذَا الْجَامِع فَوَجَدته ينْحَصر فِي ثَلَاثَة أَقسَام من غير رَابع.
- الأول: فِي شرح غَرِيب ألفاضه وضبطها وإعرابها.
- وَالثَّانِي: فِي معرفَة أَحَادِيثه وتناسب أبوابها.
- وَالثَّالِث: وصل الْأَحَادِيث المرفوعة والْآثَار الْمَوْقُوفَة الْمُعَلقَة فِيهِ وَمَا أشبه ذَلِك من قَوْله تَابعه فلَان وَرَوَاهُ فلَان وَغير ذَلِك فَبَان لي أَن الْحَاجة الْآن إِلَى وصل الْمُنْقَطع مِنْهُ ماسة أَن كَانَ نوعا لم يفرد وَلم يجمع ومنهلا لم يشرع فِيهِ وَلم يكرع وَإِن كَانَ صرف الزَّمَان إِلَى تَحْرِير الْقسمَيْنِ الْأَوَّلين أولى وَأَعْلَى والمعتني بهما هُوَ الَّذِي حَاز الْقدح الْمُعَلَّى وَلَكِن ملئت مِنْهُمَا بطُون الدفاتر فَلَا يُحْصى كم فِيهَا من حُبْلَى وَسبق إِلَى تحريرهما من قصاري وقصارى غَيْرِي أَن ينْسَخ نَص كَلَامه فرعا وأصلا فاستخرت الله فِي جمع هَذَا الْقسم إِلَى أَن حصرته وتتبعت مَا انْقَطع مِنْهُ فَكل مَا وصلت إِلَيْهِ وصلته وسردته على تَرْتِيب الأَصْل بَابا بَابا وَذكرت من كَلَام الأَصْل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ النَّاظر وَكَانَ ذَلِك صَوَابا وغيبته عَن عُيُون النقاد إِلَى أَن أطلعته فِي أفق الْكَمَال شهابا وسميته تغليق التَّعْلِيق لِأَن أسانيده كَانَت كالأبواب المفتحة فغلقت ومتونه رُبمَا كَانَ فِيهَا اخْتِصَار فكملت واتسقت» اهـ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.