Description
- 📋 ديباجة الكتاب:
- قال المؤلف في مقدمة الكتاب: «…إن «معرفة الإنسان بأحوال العلماء، رفعة وزين، وإن جهل طلبة العلم وأهله بهم لوصمة وشين، ولقد علمت الأيقاظ أن العلم بذلك جم المصالح والمراشد، وأن الجهل به إحدى جوانب المناقص والمفاسد، وفي المعرفة لهم معرفة من هو أحق بالاقتداء، وأحرى بالاقتفاء، ولأن المعرفة بالخواص آصرة ونسب، وهي يوم القيامة وصلة إلى شفاعتهم وسبب؛ ولأن العالم بالنسبة إلى مقتبس علمه بمنزلة الوالد بل أفضل، فإذا كان جاهلا به فهو كالجاهل بوالده بل أضل».
- فلما قويت العزيمة، واستوت الصريمة يممت قبلة القصد شطر المسجد الحرام؛ لارتشاف أخبار وأنباء علم من أعلام الإسلام، شهدت له البرية بالرسوخ في العلم، وثبات القدم في التحقيق، وسيلان القلم في التحبير.
- إنه علامة بلاد اليمن، ودارقطني الزمن، ذهبي العصر ونادرة الدهر: الإمام المحقق عبد الرحمن بن يحين المعلمي، فهو ممن أقامه الله لتجديـد الدين، والدفاع عن سنة سيد المرسلين؛ فقمع الملحدين، ونكل بالمتعصبين الجامدين، وكشف ظلمات الطاعنين المجازفين.
- وفي مطاوي تلك الغارات: تحقيقات نيرة، وتحريرات دقيقة، برهن هذا الحبر في العلم، وحذقه في الفهم، وتملكه أدوات الاجتهاد، فأتى بالجديد وتنكب المعاد، وغاص في لجج الحجج فأجاد وأفاد، ووفى بالمراد، فحقا: لم تلد أمهات اليمن بعد ابن الوزير مثله. في سهولها والأنجاد.
- ولما كان كذلك عكف أهل العلم على كتبه، نشرا وارتشافا؛ لأنهم وجدوه كعبة في العلم عالية، وشجرة في سماء المعرفة باسقة، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
- ولقد حبب الله إلي هذا الحبر النحرير، بعد أن جمعتني به التربة والماء، ومنهاج خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، فعكفت على ما طبع من كتبه، قبل أكثر من عقدين من الزمان-وهي قليلة-، فحدا بي حادي الوفاء أن أكتب فيه ترجمة، فجاءت مختصرة، لا بخلا، وإنما ضنت علي الدفاتر، وأجدبت على يراعي المحابر؛ لأن غالب من رآه كانوا ينظرون إليه «عاملا في مطبعة»، «وباحثا في مكتبة»، إن سألوه فعن موضع كتاب! فحرموا علمه العباب! ثم عضوا أصابع الندم بعد موته! وإذا سئلوا عن أخباره ضربوا أفخاذهم حسرة، وعلت على وجوههم الكسرة!
- أما من عرفت من أقاربه وتلامذته حينئذ، فقد رحلت إلـيهم في البوادي والحواضر، وراسلت وكاتبت فلم أجد منهم ما يشفي عليلا أو يروي غليلا؛ لأنهم فرطوا في الاحتفاء وأفرطوا في الجفاء، عفا الله عنا وعنهم.
- فجمعت ما يسره الله عز وجل، ونشرته سنة (1427 هـ)، فتلقاه أهل العلم بالترحاب مع الإعذار لمؤلفه على قلة البضاعة، وضعف الصناعة..
- وبعد قرابة عقد من الزمان طبعت آثار الإمام في خمسة وعشرين مجلـدا، وظهرت للناس وهي ترفل في ثوبها القشيب وحلتها البهية، وحق لها، فهي أنوار تحقيق، شفعت ببهاء الطبع والنشر، التي رسمها حبيب القلب بكر أبو زيد آل غيهب، وترسمها ثلة من المصححين النبلاء، أثاب الله الجميع.
- وظللت أتشوق الحصول على تلك الآثار ملكا خاصا؛ لأن وجودها في مكتبات الوقف لا يساعد على الجرد والتقصي، وفي موسم عام (1439 هـ) يسر الله عز وجل لي حج بيته الحرام، وفي تلك البقاع المقدسة، ومن بركاتها وفيوضها: نلت «آثار الإمام المعلمي»، فغمرتني الفرحة، وغشتني المسرة، فلما رجعت إلى بلدي عكفت لا على صفحاتها بل على سطورها وكلماتها، فإذا بالصورة إلى تتجلى لي أكثر وأكثر عن هذا الحبر العظيم، فجمحت بي المحبة إلى إعادة صياغة الترجمة، وتقديمها بأبهى مما قدمت سابقا، ولعلها تكون نبراسا لما يكتب مضارعة لها لاحقا.
- ولم أقف في التنقيب على أخبار هذا الحبر في تلك الآثار، بل راسلت أحفاده في مدينة (جدة)، وأبناء وأصدقاء أخيه أحمد في بلاد (إندونيسيا)، وبعض أقاربه في مدينة (صنعاء)، وغيرهم…»اهـ.
Reviews
There are no reviews yet.